ليس ثمة ما هو أصعب من السخرية في توصيف الوجع، وكأن اللبنانيين يهزأون من واقعهم "مودعين" المبادرة الفرنسية بـ "باي باي ماكرون"، وهم يدركون أن أصل الداء قائم في بنية سلطة التحاصص، وهي التي عطلت وتكاد تقضي نهائيا على نافذة الحل الوحيدة الآن، أي المبادرة الفرنسية، وسط توظيف إقليمي ودولي للساحة الداخلية بين إيران والولايات المتحدة ولاعبين آخرين متوارين خلفهما.
في هذا السياق، أبلغ الفرنسيون المسؤولين الايرانيين أن فرنسا بذلت ما في وسعها مع حلفائها الأوروبيين واتخذت موقفا معارضا لموقف الولايات المتحدة الأميركية من إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران في الامم المتحدة بعد انتهاء مدتها، بالرغم من تداعيات هذا الموقف على علاقاتها مع واشنطن، وبالتالي لا بد من طهران ان تأخذ الموقف الفرنسي هذا بالحسبان وتلاقيه بتسهيل حل مشكلة تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان.
توازيا، أقرت مصادر فرنسية بأن المبادرة الفرنسية تواجه صعوبات، وان تاريخ 15 ايلول (سبتمبر) كان موعد إعلان الحكومة اللبنانية، فيما أبدت الخارجية الفرنسية انزعاجها من التأخير واضاعة اسبوعين، وان فرنسا ليست بوارد فرض اي شيء، وان الطبقة السياسية هي التي تعرقل المبادرة، فضلا عن التأزم الطارئ بين الولايات المتحدة وفرنسا، لجهة العقوبات التي فرضت على الوزير علي حسن خليل والوزير يوسف فنيانوس والتي وترت العلاقات.
واشارت المصادر عينها إلى ان باريس ليست في وارد اتخاذ اي موقف عدائي من أي طرف، مؤكدة ان وضع مبادرة ماكرون صعب، وقالت إن الولايات المتحدة لم تسهّل مبادرة ماكرون، وان هناك حملة إعلامية أميركية ضد اوروبا وفرنسا.
وتحدثت المصادر الفرنسية عن عقوبات جديدة ضد مسؤولين لبنانيين جدد، من شأنها ان تعقد تشكيل حكومة جديدة.
وسط كل ذلك، لا حكومة قريبا، ولسان حال اللبنانيين "باي باي ماكرون"!