أعلنت وزارة العدل الأميركية، أن "الرأس الأخضر" Cape Verdeسلّمت، يوم أمس السبت، إلى الولايات المتحدة رجل الأعمال الكولومبي أليكس صعب Alex Saab المتهم بالقيام بغسيل أموال لصالح نظام الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو"، وأضافت الوزارة في بيان، أن "من المتوقع مثول صعب أمام محكمة في فلوريدا الاثنين 18 تشرين الأول".
ويوصف صعب بأنه "ذراع مادورو الخاصة" وكاتم أسراره المالية، ومهندس علاقاته الخارجية، خصوصاً مع تركيا وإيران، وقد اعتقله الإنتربول في 12 حزيران (يونيو) من العام الماضي بمطار مدينة Praia عاصمة جمهورية Cabo Verde الواقعة في الأطلسي كأرخبيل صغير من الجزر مقابل موريتانيا، وقد أقلعت طائرة خاصة، في الرابعة من بعد ظهر أمس السبت، وهي تقل صعب إلى الولايات المتحدة.
وعلى خلفية عملية التسليم، أعلنت السلطة الفنزويلية "تعليق مشاركتها" في الحوار مع المعارضة الذي كان مفترضا أن يتواصل الأحد في المكسيك، وتعتبر كراكاس التي منحت صعب الجنسية الفنزويلية ولقب "مبعوث خاص"، احتجازه في الأرخبيل الإفريقي "تعسفيا".
وفي بيان، قال رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيز الذي يرأس أيضا وفد الحكومة الفنزويلية إلى الحوار مع المعارضة، إن "وفدنا يعلن تعليق مشاركته في طاولة المفاوضات والحوار. لن نحضر الجولة (الرابعة) التي كان مقررا أن تبدأ غدا 17 أتشرين الأول، إحتجاجاً على الاعتداء الوحشي (…) على أليكس صعب".
وردت فنزويلا بغضب على تسليم صعب، وعلقت المحادثات مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في مكسيكو. وكانت كراكاس تأمل في أن يكون صعب عضوا في الوفد الحكومي إلى هذا الحوار المتعلق بإنهاء الأزمة السياسية والاقتصادية في البلاد.
وتتهم واشنطن، صعب المقرب من مادورو بغسيل أموال، وتتابع تحقيقات فيدرالية أميركية أنشطة معينة يقوم بها رجل الأعمال الكولومبي ترتبط بعمليات تمويل لحزب الله اللبناني الذي تصنفه واشنطن منظمة إرهابية، وتشير المعلومات إلى أن "صعب هو رجل حزب الله في أميركا اللاتينية، حيث يشرف على عمليات غير مشروعة هدفها توفير الأموال لتمويل أنشطة الحزب"، من جهته، قال الرئيس الكولومبي إيفان دوكي، إن "عملية تسليم صعب تمت".
وكتب دوكي عبر صفحته على "تويتر": "تسليم أليكس صعب هو انتصار في مجال مكافحة تهريب المخدرات وغسيل الأموال والفساد التي عززتها دكتاتورية نيكولاس مادورو"، وأضاف، "كولومبيا دعمت وستواصل دعم الولايات المتحدة في التحقيق في شبكة الجريمة العابرة للحدود التي يقودها صعب".
واعتقل صعب عندما توقفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف حُزيران (يونيو) 2020 للتزود بالوقود. وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرر القضاء في الأرخبيل مصيره.
وتتهم الولايات المتحدة صعب (49 عاما) بإدارة شبكة واسعة سمحت للزعيم الاشتراكي نيكولاس مادورو ونظامه بتحويل مساعدات غذائية مخصصة لفنزويلا لصالحهم، وفي آذار(مارس)، أمرت محكمة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) ومقرها في عاصمة نيجيريا أبوجا، بالإفراج عن صعب، لكن المحكمة العليا في الرأس الأخضر صادقت على قرار تسليم صعب الذي كان يخضع للإقامة الجبرية.
ورأى صعب الذي قدم استئنافا إلى المحكمة الدستورية، في القرار "ظلما مرتبطا بالطبيعة السياسية لتوقيفه والملاحقات التي تستهدفه في الولايات المتحدة".
ويشتبه بأن صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتهم أيضا بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عاما.
وقال مانويل بينتو مونتيرو Pinto Monteiro، محامي صعب في الرأس الأخضر، "تم إبلاغنا بأن أليكس صعب وضع على متن طائرة تابعة لوزارة العدل الأميركية وتم إرساله إلى ذلك البلد"، وشدد بينتو مونتيرو على أن التسليم "غير قانوني" لأنه قال إن الإجراءات القانونية المتعلقة به في الرأس الأخضر لم تأخذ مجراها الكامل.
وقد أصدر فريق الدفاع عن صعب بيانا قال فيه: "سنستأنف أمام محكمة العدل العليا للطعن بالقرار الصادر في منطقة ألغارف" التابع لها قضاء "الرأس الأخضر" بالبرتغال إلا أن سلطات الدولة الأرخبيلية سلمته أمس للقضاء الأميركي قبل تقديم الاستئناف، لذلك نقلت الصحيفة عن مونتيرو رئيس الفريق المدافع عن صعب، قوله: "إن موكلنا تم خطفه، لا تسليمه بوجه قضائي سليم" فيما صدر عن وزارة الخارجية الفنزويلية أن تسليمه "ليس إلا مؤامرة مشتركة بين جمهورية الوادي الأخضر التي عذبته طوال 491 يوما، والولايات المتحدة" بحسب بيان أصدرته.
وقالت حكومة كراكاس في بيان السبت، إن "فنزويلا تدين خطف حكومة الولايات المتحدة للدبلوماسي الفنزويلي أليكس صعب بالتواطؤ مع السلطات في الرأس الأخضر".
وكان القضاء الأميركي، قد ذكر عددا من حيثيات وموجبات طلبه من الإنتربول اعتقال صعب، البالغ 50 سنة، منها إدارته لشبكة واسعة تهدف لتمكين مادورو ونظامه من تحويل المساعدات الغذائية المخصصة لفنزويلا لصالحه الخاص، وأنه حوّل 350 مليون دولار إلى حسابات أجنبية خارج فنزويلا باسمه (أي صعب) أو يسيطر عليها، بوصفه فنزويلي الجنسية ودبلوماسيا بمنصب سفير جوّال، وكمشرف على عدد من الشركات الفنزويلية، عبر مجموعة يديرها، هي Group Grand Limited المعروفة بأحرف GGL اختصارا.
الصورة الرئيسية عن رويترز