أكد رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أن كلام الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله "غير مقبول لا شكلا ولا مضمونا، ومن غير المقبول أن يتكلم أي سياسي فوق التحقيق الجاري وفي جريمة مثل جريمة المرفأ". وسأل في حديث الى "اندبندنت عربية": "هل اطلع السيد حسن على التحقيقات وآلاف الصفحات التي يتضمنها الملف لتوجيه كل هذه الاتهامات، وكيف يسمح لنفسه بإبداء رأي في آلاف الأوراق، وهل هو واثق بأن كل هذه الأوراق لا تتضمن معلومات عن ملكية الباخرة وكيف دخلت المرفأ وبحماية من؟".
وقال جعجع: "كان يمكن أن أتفهم موقف نصرالله لو كان صدر القرار الظني وتضمن مغالطات كالتي يتحدث عنها، لكن أن ينتقد التحقيق قبل معرفة مضمونه كما فعل منذ حوالى 3 أشهر ولا يزال، يعني أن حزب الله لا يريد التحقيق من أصله، أو على الأقل يريده شكليا حتى لا يصل القضاء إلى الحقيقة كما فعل في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري".
وعن "اتهام نصر الله لبيطار بالاستنسابية لعدم استجوابه رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس السابق ميشال سليمان واقتصار الادعاء على رئيس الحكومة السابق حسان دياب وحده بحيث لم تتوسع الادعاءات لتشمل رؤساء الحكومات السابقين"، سأل جعجع: "كيف يمكن أن نعرف أسباب القاضي بيطار والوثائق التي استند إليها في توجيه الادعاءات قبل أن يصدر القرار الظني؟". وذكر بأن "عون وسليمان أعلنا مرارا استعدادهما للمثول أمام المحقق العدلي".
كما ذكر بأن "القوات اللبنانية تعتبر أن لا حصانة على أحد في ملف كبير مثل ملف انفجار المرفأ بدءا من رئيس الجمهورية وصولا إلى أصغر موظف في الدولة"، وقال: "طفشوا صوان، واليوم يريدون تطفيش بيطار".
وردا على سؤال، اعتبر جعجع أن "حزب الله غير راض عن المحقق العدلي ومحكمة الاستئناف ومحكمة التمييز ومجلس القضاء الأعلى لا يعجبه، يعني كل القضاء في نظره غير مقبول، إلا إذا كان طيعا بين يديه. هذا الأمر بات واضحا، وهذا الأداء يدل على مسؤولية ما لحزب الله في الانفجار".
وعن "طبيعة الكارثة التي سيعيشها لبنان، والتي حذر منها نصر الله إذا أكمل بيطار بهذه الطريقة"، سأل: "هل قصد السيد حسن أن ظهور الحقيقة سيؤدي إلى كارثة كبيرة، أليست الكارثة في أن يبقى المسؤول ومرتكب هذه الجريمة مجهولا؟".
واعتبر أن "بيطار لا يعمل بالسياسة والاستهداف السياسي، ولا يريد أن يصل إلى الحقيقة كما اتهمه نصر الله"، مذكرا بأن "بيطار سبق وطلب منه قبل القاضي فادي صوان تولي التحقيقات ورفض"، متسائلا: "هل من رفض المسؤولية في المرة الأولى يكون له أهداف سياسية؟".
وأشار الى أن "بيطار من بين القضاة القلائل الذين لا انتماء سياسيا له ولا لون سياسيا ولم يتعاط السياسة يوما، وبالتالي كل التهم الموجهة ضده في هذا الخصوص لا مستند واقعيا لها، وهي اتهامات باطلة الهدف منها التشويش على مسار التحقيقات".
وسأل: "أين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، والحكومة، ووزير العدل من كلام نصر الله وتهديداته؟ من الطبيعي أن يحاول السيد حسن الدفاع عن حزبه بضرب صورة المحقق العدلي، لكن من غير المفهوم ألا يدافع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزير العدل عن القضاء، لماذا لا يتخذون موقفا واضحا ومباشرا ويطلبون من نصر الله وقف تهديداته وتدخلاته في عمل المحقق العدلي، وأن ينتظر القرار الظني حتى يدلي بموقفه من التحقيقات؟".