شارك وزير الصحة العامة في حكومة نجيب ميقاتي ومدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي السابق الدكتور فراس أبيض، وكما عود متابعيه وقبل استلامه الوزارة، بمقاربة مشاكل القطاع الصحي بصورة شاملة وموضوعية، وعبر سلسلة من التغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر"، أوضح أبيض التحديات التي تواجه القطاع الصحي في لبنان، مفندا كل منها، وموضحا كيفية مواجهتها.
وكتب الأبيض في تغريدته الأولى: " أربعة تحديات اساسية تواجه قطاع الصحة في لبنان حاليا:
أ. النقص في الادوية والمستلزمات الطبية،
ب. الكلفة العالية للاستشفاء،
ج. هجرة الكوادر الطبية والتمريضية،
د. الكورونا
هذه التحديات ناتجة عن سياسات غير سليمة مزمنة، وتفاقمت بسبب الازمة المالية الحادة. كيف نواجه هذه التحديات؟"
وتابع أبيض "في موضوع الادوية والمستلزمات، لا بديل حاليا عن سياسة الدعم، لكن المبالغ المرصودة لن تحل المشكلة جذريا، وخاصة بوجود ظاهرتي التخزين والتهريب. على المدى الأبعد، يجب خفض الفاتورة الدوائية عبر دعم الصناعة المحلية، وزيادة استعمال الأدوية الجنيسة Generic للحد من الاحتكار، وترشيد وصف الدواء".
وعن حلول للإستشفاء كتب أبيض: "رفع التعرفات وفي اسرع وقت هو أمر ضروري، ولن تحل مشاكل الاستشفاء من غير ذلك. حاليا، المريض هو من يدفع الثمن، وهذا غير مقبول وغير مستدام. على المدى البعيد، يجب التركيز أكثر على الطب الوقائي، وتعزيز دور مراكز الرعاية الأولية، مما يؤدي مع الوقت لخفض الفاتورة الاستشفائية".
وتناول أبيض كيفية إيجاد حلول لهجرة الطواقم الطبية مشيرا إلى أن "الضائقة المعيشية، والاحساس بالعجز عن مساعدة المرضى بسبب نقص الادوية والمستلزمات، هي عوامل ضاغطة على الاطقم الطبية والتمريضية، مما يدفعها للهجرة. رفع التعرفات سوف يمكن المستشفيات من رفع قيمة رواتب العاملين الصحيين، ودخل الاطباء، ويساعد في توفير ما يحتاجونه للقيام بواجباتهم".
أما بالنسبة لمكافحة فيروس كورونا فأكد أنه " لا بد من تكثيف حملات التلقيح للوصول الى نسبة مناعة مجتمعية اعلى. هذا امر اساسي، لكنه غير كاف. يجب بالاضافة الى ذلك ان لا نتساهل مع اتباع إرشادات الوقاية، من ارتداء الكمامة وغيرها، مما يؤمن حماية اكبر، وعلى القطاعات كافة ان تتعاون مع وزارة الصحة على تحقيق هذين الامرين".
وختم أبيض: " مشاكلنا في لبنان مشاكل كبيرة، ومتداخلة، وحلولها ليست سهلة، لكنها ليست مستحيلة. في البداية، يجب ايقاف النزف الحاصل، وتدريجيا نستعيد التوازن، ومن ثم تأتي رحلة التعافي. المسار الطويل يبدأ بخطوة واحدة، ونحن لسنا وحدنا. للموضوع شرح وتفصيل، وسيأتي في لقاء قريب بإذن الله".