أعاد الهجوم على مسجد لأقلية الهزارة الشيعية في أفغانستان الحديث عن تاريخ تعامل حركة طالبان مع الأقليات في البلاد، ومدى جديتها وقدرتها على حمايتهم.
وقتل 55 شخصا على الأقل في هجوم انتحاري استهدف مسجدا شيعيا في مدينة قندوز الواقعة في شمال شرق أفغانستان، الجمعة، في هجوم تبناه "تنظيم الدولة الاسلامية-ولاية خراسان".
ووضع الهجوم قدرة الحركة على فرض سيطرتها على البلاد موضع شكوك، إذ يرى مدير مركز الدراسات والبحوث في أفغانستان، وحيد الله غازي خيل، أن طالبان غير قادرة على حماية الأقليات لعدم امتلاكها جهاز استخبارات كما أنها تواجه معارضة نشطة.
ويعد الهجوم الأعنف منذ مغادرة القوات الأميركية، وجاء بعد خمسة أيام من تفجير مسجد في كابل أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه أيضا.
وأظهرت لقطات انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي جثثا ملطخة بالدماء ملقاة على الأرض. وأظهرت لقطات أخرى أعمدة من الدخان تتصاعد في الهواء فوق قندوز.
ودانت الحركة الهجوم وسط محاولتها إقناع الأفغان بأنها أعادت الأمن للبلاد، ويقول غازي خيل، في حديث لموقع قناة الحرة، إن "طالبان شكلت حكومة وهي تسعى لحماية جميع الأفغان، لكنها غير قادرة حتى على حماية جنودها الذين يتعرضون للهجمات بشكل يومي في المقاطعات الشرقية".
واتهم غازي خيل بعض الدول المجاورة دون أن يسميها بأنها لا ترغب في سيطرة طالبان على البلاد.
وصعّد "تنظيم الدولة الإسلامية-ولاية خراسان"، وهو فرع محلي للتنظيم الجهادي، هجماته في أفغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد في آب (أغسطس).
ولكن رغم إعلان التنظيم المسؤولية عن الهجوم، فإن مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات الإستراتيجية، حسن راضي، يرى يدا لإيران في الهجوم، واعتبره هجوما مخططا له لخلق الفتنة في أفغانستان بين الشيعة والسنة، ويضيف"حتى إن تبنى داعش الهجوم، إلا أن هناك دورا إيرانيا في ذلك، لأن التنظيم مخترق من النظام الإيراني"، بحسب تعبيره.
وقال راضي في حديث لموقع الحرة إن الهجوم على مسجد للشيعة تزامن مع هجوم على مسجد للسنة، وهو ما يعني أن هناك فتنة تحاك، بحسب تعبيره.
من جانبه، قال دوست محمد رئيس الأجهزة الأمنية لطالبان في قندوز متحدثا لصحافيين محليين "أولئك الذين ارتكبوا هذا العمل يريدون زرع الفتنة بين السنة والشيعة"، وأضاف "نؤكد لإخوتنا الشيعة أننا سنضمن سلامتهم وأن مثل هذه الهجمات لن تتكرر".
وأقلية الهزارة مرتطبة بإيران، ويقول راضي في حديثه للحرة" لو نظرنا إلى تجارب سابقة مثل ما يقع في العراق، نرى أن لإيران يدا طويلة، ومن مخططات النظام الإيراني ضرب الشيعة بالسنة وضرب السنة بالشيعة ليبرر تدخله، ويستهدف الشيعة حتى يستنجد الشيعة بقوة أخرى تحميهم وهنا يأتي الدور الإيراني على أساس أن طهران هي حامية الشيعة وهو ما حصل في العراق".
وكشفت مصادر أمنية أن منفّذ الهجوم من مسلمي الأيغور الذين تعهدت طالبان بطردهم وإقصائهم استجابة لمطالب الصين، يذكر أن الشيعة يشكلون حوالي 20 في المئة من السكان الأفغان. الكثير منهم من الهزارة، وهي مجموعة إتنية تعرضت لاضطهاد شديد في أفغانستان لعقود.