وجد تقرير جديد صادر عن الشبكة العالمية لرصد الشعاب المرجانية أن ما يصل إلى 14 بالمئة من الشعاب المرجانية في أكثر من 100 منطقة حول العالم قد استُنفدت ونفقت بسبب تغير المناخ بين عامي 2009 و 2018. في الفترة قيد الاستعراض، حدثت أحداث تبيض جماعي للشعاب المرجانية بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه.
التقرير الجديد الذي صدر يوم الإثنين الماضي، هو الأكبر الذي أجري لمراجعة حالة الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم. وشمل مراقبة الشعاب المرجانية في أكثر من 100 دولة ومنطقة على مدى السنوات الأربعين الماضية، ووجد البحث أن الشعاب المرجانية شديدة الحساسية تعرضت لظروف قاسية بسبب تغير المناخ، وأدى إلى حوادث تبيض واسعة، وحاليا، تحدث موجات الحرارة المحيطية كثيرًا في بعض المناطق حتى تلتئم الشعاب المرجانية. على طول الحاجز المرجاني العظيم ، وتزداد بسبب درجات الحرارة المرتفعة وأمواج تسونامي، يقال إن أنماط الطقس القاسية ساهمت في استنفاد الشعاب المرجانية الأساسية.
وتقدر الدراسة أن الخسارة تصل إلى أكثر من 4500 ميل مربع من الشعاب المرجانية المفقودة في تسع سنوات فقط، هذا أكثر من كل الشعاب المرجانية الحية قبالة سواحل أستراليا بما في ذلك الحاجز المرجاني العظيم. وقد حدثت أحداث التبييض الجماعي فيها ثلاث مرات في خمس سنوات، ومن المرجح أن يستمر فقدان الشعاب المرجانية لأن العالم يسير في اتجاه تصاعدي لارتفاع درجات الحرارة، وفقًا لبول هارديستي Paul Hardisty، رئيس المعهد الأسترالي لعلوم البحار.
"من الواضح أن هناك اتجاهات مقلقة تجاه فقدان الشعاب المرجانية، ويمكننا أن نتوقع استمرار هذه الاتجاهات مع استمرار الاحترار المناخي"، قال هارديستي، مضيفا "الرسالة الواضحة من الدراسة هي أن تغير المناخ هو أكبر تهديد للشعاب المرجانية في العالم، ويجب علينا جميعًا القيام بدورنا من خلال الحد بشكل عاجل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية وتخفيف الضغوط المحلية."
لا يمكن المبالغة في القيمة التي تضيفها الشعاب المرجانية إلى النظام البيئي. على الرغم من أنها تشكل 0.2 بالمئة من قاع المحيط، إلا أنها تمثل موئلا لأكثر من 25 بالمئة من التنوع البيولوجي لنظم المحيطات، توفر الشعاب المرجانية ما يقرب من 2.7 تريليون دولار في القيمة السنوية، ووفقًا للتقرير. وتساهم السياحة بنحو 36 مليار دولار من هذا المبلغ. مع هذا التأثير الاقتصادي الهائل، فإن الشعاب المرجانية لا تقل أهمية عن الأنشطة الاقتصادية الأخرى في العصر الحديث.
الخبر السار هو أنه على الرغم من أن الشعاب المرجانية معرضة للتأثر بتغير المناخ، إلا أنها لا تزال قادرة على الصمود، ووجد التقرير أن الشعاب المرجانية كانت تواجه الكفاح ضد ارتفاع درجة حرارة المياه. ومع ذلك، يحذر الباحثون من أن الوضع قد يتغير قريبًا. مع استمرار ارتفاع انبعاثات الكربون، من المحتمل ألا يتحمل المرجان درجات الحرارة المرتفعة.
