أظهر بحث جديد أن أشجار البلوط البالغة تستجيب لارتفاع منسوب الكربون أو ثاني أوكسيد الكربون في الجو، والمتسبب بالإحترار المناخي بحيل جديدة!
ووجد بحث علمي مشترك بين بريطانيا وأستراليا أن أشجار البلوط ستزيد من معدل التمثيل الضوئي لديها، وبنسبة تصل إلى الثلث استجابة لمستويات ثاني أوكسيد الكربون المرتفعة والتي من المتوقع أن يرتفع المتوسط العالمي لها بحلول عام 2050.
والنتائج، التي نُشرت في مجلة "فسيولوجيا الأشجار" Tree Physiology، هي أول ما ظهر من تجربة خارجية ضخمة، بقيادة جامعة برمنغهام، حيث غمرت غابة بلوط قديمة معظمها من أشجار البلوط من نوع Quercus robur بمستويات مرتفعة من ثاني أوكسيد الكربون. على مدى السنوات الثلاث الأولى من مشروع مدته عشر سنوات، استجابت أشجار البلوط البالغة من العمر 175 عامًا بشكل واضح لارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون من خلال زيادة معدل التمثيل الضوئي باستمرار.
يقوم الباحثون الآن بقياس كمية المواد في الأوراق والخشب والجذور والتربة، لمعرفة أين ينتهي الكربون الإضافي الملتقط ومدة بقائه محبوسًا في الغابة.
وقد لحظ الباحثون أن الزيادة في التمثيل الضوئي كانت الأكثر في ضوء الشمس القوي. علما أنه لم يتغير التوازن العام لعناصر المغذيات الرئيسية مثل الكربون والنيتروجين في الأوراق. يشير الحفاظ على ثبات نسبة الكربون إلى النيتروجين إلى أن الأشجار القديمة قد وجدت طرقًا لإعادة توجيه عناصرها، أو وجدت طرقًا لجلب المزيد من النيتروجين من التربة لموازنة الكربون الذي تمتصه من الهواء.
وقد تم إجراء البحث في منشأة تخصيب ثاني أوكسيد الكربون في الهواء الحر Free-Air CO2 Enrichment facility (FACE) التابعة لمعهد برمنغهام لأبحاث الغابات (BIFoR)، وبالتعاون الوثيق مع زملاء من جامعة ويسترن سيدني الذين أجروا تجربة مشابهة جدًا في غابة الأوكالبتوس القديمة (EucFACE).
وتعتبر تجربتا BIFoR FACE و EucFACE أكبر تجربتين في العالم تبحثان في تأثير التغير المناخي العالمي على الطبيعة.
قالت الباحثة في برمنغهام آنا غاردنرAnna Gardner، التي أجرت القياسات، "أنا متحمسة حقًا للمساهمة بأول النتائج العلمية المنشورة في BIFoR FACE، وهي تجربة ذات أهمية عالمية. لقد كان عملًا شاقًا لإجراء قياسات في رأس شجرة البلوط وعلى ارتفاع 25 مترًا، يوما بعد يوم، لكنها كانت الطريقة الوحيدة للتأكد من الكمية الإضافية من عملية التمثيل الضوئي التي تقوم بها الأشجار".
قال البروفيسور ديفيد إلسورث، كبير العلماء في EucFACE، "إن العمل السابق في EucFACE الذي تم قياسة لزيادة عملية التمثيل الضوئي توصل إلى م يقدر بزيادة الخمس مع زيادة نسبة ثاني أوكسيد الكربون. لذلك، نحن نعرف الآن كيف تستجيب الغابات القديمة في المناخ الحار الذي لدينا هنا في سيدني، و المناخ المعتدل المعتدل في خطوط العرض الشمالية الوسطى حيث تقع برمنغهام. في EucFACE، لم نجد نموًا إضافيًا لدى الأشجار في حال ارتفاع تركيز ثاني أوكسيد الكربون، ويبقى أن نرى ما إذا كان هذا هو الحال بالنسبة لـمشروع BIFOR أيضًا".
قال البروفيسور روب ماكنزي، المدير المؤسس لـ BIFoR، "إنه لمن دواعي سروري أن نرى أول قطعة من بانوراما الكربون لـ BIFoR FACE تسقط في مكانها. نحن على يقين الآن من أن الأشجار القديمة سوف تستجيب لمستويات ثاني أوكسيد الكربون في المستقبل. وتبقى الأسئلة الأكبر بكثير حول كيفية استجابة الغابة بأكملها، فضلا عن استجابات النظم البيئية، وهو ما يتطلب العديد من التحقيقات التفصيلية، ونحن الآن نمضي قدمًا في هذه التحقيقات".
بتصرف عن Science Daily