بناءً على معلوماتٍ موثّقة من الجمعية اللبنانية للحياة البرية Lebanese Wildlife حول وجود ثلاث طيور مهددة بالانقراض من نوع الرّخمة المصرية Egyptian vulture، واسمها العلمي Neophron percnopterus، تحرّكت وحدة مكافحة الصيد الجائر التابعة APU لـ"مركز الشرق الأوسط للصيد المستدام" " MESHCوجمعية "حماية الطبيعة في لبنانSPNL" بالشراكة مع لجنة مكافحة ذبح الطيور Committee Against Bird Slaughter (CABS) الدولية، إلى المكان وتمّ استرجاع الطيور حيث سيجرى لها كشف بيطري شامل تمهيداً لاعادة تأهيلها وإعادة إطلاقها إلى الطبيعة.
تمت هذه المهمة الحساسة بالتنسيق مع وزير البيئة ناصر ياسينNasser Yassin، المدعي العام البيئي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، والجيش اللبناني - مديرية المخابرات في منطقة الجنوب، ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة، والمساعدة الخاصة لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون Claudine Aoun Roukoz، والصندوق العالمي للطبيعة في إيطاليا WWF Italia والمحامي عدنان اللبان، والناشطة البيئية غنى نحفاوي .
ومن الجدير بالذكر، أن وحدة مكافحة الصيد الجائر، وجمعية حماية الطبيعة في لبنان أنقذوا طائراً من هذا النوع منذ حوالي السنة، كان قد أُصيب في منطقة الدُّوّار في جبل لبنان، وهي أنثى النسر المصري وتدعى "أناهيتا" وهي موجودة اليوم في مركزٍ "لوك هوفمان" لتأهيل الطيور التابع لجمعية حماية الطبيعة في لبنان في منطقة كيفون في جبل لبنان.
يعد النسر المصري أحد أنواع الطيور القليلة التي تستخدم الأدوات، حيث يستخدم الحصى كمطرقة لفقس بيض كبير مثل بيض النعام، يتم الاحتفال به في الفولكلور للعديد من الثقافات، وقد تم الإعجاب به عبر التاريخ لذكائه ووجهه الأصفر المذهل والريش الأبيض.
عبدها المصريون القدماء كرمز للإلهة إيزيس، وخلدوا صورتها الظلية كهيروغليفية في كتاباتهم. لكن طائر الفراعنة المقدس يواجه الآن الانقراض.
النسر المصري هو النسر المهاجر الوحيد لمسافات طويلة في أوروبا، وهو يحلق بسرعة تصل إلى 640 كم في اليوم، ويمكنها السفر لمسافة 5 آلاف كم عند الهجرة بين مواقع التكاثر الأوروبية ومناطق الشتاء في الحافة الجنوبية للصحراء.
في هذه الرحلة الملحمية عبر ثلاث قارات، يواجه النسر المصري خطرًا تلو الآخر. أولئك الذين يهربون من التعرض للصعق بالكهرباء أو التسمم بمواد كيميائية مميتة، وقد يتعرضون لإطلاق نار غير قانوني. انخفضت أعدادها في أوروبا وحدها بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في الخمسين عامًا الماضية، وانخفضت أعدادها في البلقان بنسبة 50 بالمئة في الثلاثين عامًا الماضية.
الاتجار غير المشروع بالحياة البرية هو أيضا مشكلة كبيرة، في البلقان - حيث لم يبق سوى 70 زوجًا من النسور المصرية - تُسرق الكتاكيت الصغيرة والبيض من بعض أهم مواقع التكاثر على مسار الطيران الأفريقي الأوروبي الآسيوي. يتم صيد الطيور الأكبر سناً بطريقة غير مشروعة وحشوها كـ "تذكارات" لبيعها في السوق السوداء لأوروبا الغربية.
وتعمل جمعية حماية الطبيعة في لبنان شريك بيردلايف انترناشونال في لبنان على المستويين الإقليمي والدولي بمجموعة من المشاريع الدولية المختصة في هذا المجال ومنها مشروع الطيور الحوامة المهاجرة الممول من مرفق البيئة العالمي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والمنفذ من قبل مؤسسة بيردلايف انترناشونال، ومشروع المحافظة على الرخمة The Return of the Neophron، النسر المصري The “Egyptian Vulture New LIFE” Project والممول من الاتحاد الأوروبي، وكذلك مشروع المسارات الأمنة لهجرة الطيور في المتوسط والممول من قبل مؤسسة مافا السويسرية والمنفذ من قبل بيردلايف انترناشونال.