info@zawayamedia.com
صحة

هل تحمل حيوانات اللاما سرعلاج كوفيد 19؟

هل تحمل حيوانات اللاما سرعلاج كوفيد 19؟

أظهرت الأجسام المضادة المشتق من أنثى اللاما "فيفي" Fifi، التي تعيش في مزرعة تابعة لـ "جامعة ريدينغ" University of Reading نتائج واعدة في التجارب الأولى لعلاج لـ Covid19، الذي يعتمد على الأجسام المضادة النانوية nano-antibodies، وهي نسخ أصغر وأبسط من الأجسام المضادة المعتادة، وتنتج اللاما، وكذلك الجمل، هذه الأجسام المضادة بشكل طبيعي عند تعرضها للعدوى، فهل تحمل حيوانات اللاما Llama سر علاج كوفيد 19.


FIFI


واللاما حيوان من الثدييات من فصيلة الجمليات، معروف بأسلوبه الدفاعي عند مواجهته الخطر عبر البصق عندما يحاول أحدهم الاقتراب منه، ويحتوي لعابه على خليط من الطعام غير المهضوم من معدته بحموضة عالية ذات رائحة كريهة للغاية وموطنه الأصلي جبال الأنديز في أميركا الجنوبية، ولكنه انتشر حول العالم، وتوجد أعداد منه في لبنان.


وينتج جهاز المناعة في اللاما نوعين من الأجسام المضادة عندما يكتشف مسببات الأمراض، أحدهما يشبه الأجسام المضادة البشرية والآخر حوالي ربع حجم الأول، والجسم المضاد الصغير أو النانوي يمكن أن يتم استهلاكه من خلال جهاز الاستنشاق. كما وابتكر الباحثون في دراسة سابقة جسمًا مضادًا جديدًا من خلال ربط نسختين من النسخة الأصغر الموجودة في لاما تسمى "وينتر"، والتي يقولون إنها تمنع الفيروس التاجي الجديد من إصابة الخلايا عن طريق الارتباط ببروتينات سبايك.


يقول العلماء أنه عندما تنجح الاختبارات على البشر، يمكن توفير الدواء على شكل بخاخ أنف سهل الاستخدام للعلاج، وربما للوقاية من الفيروس.


تقول البروفيسور جيمس نايسميث James Naismith، أحد الباحثين الرئيسيين ومدير معهد روزاليند فرانكلين  Rosalind Franklin Institute في أوكسفوردشاير Oxfordshire، إن "الجسيمات النانوية Nano Particles هي اكتشاف مثير رائع، حيث تعافت القوارض المصابة بفيروس كورونا تمامًا خلال ستة أيام عندما عولجت برذاذ أنف يعتمد على هذه الأجسام النانوية".


وقد تم اختبار العلاج حتى الآن على الحيوانات المخبرية فقط، وتقول هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدة إن العلاج الجديد هو أحد أكثر العلاجات فعالية في القضاء على كوفيد، تأتي هذه الفعالية الواضحة في القضاء على المرض من قوة اندماج الأجسام الدقيقة بالفيروس.


تعمل آلية العلاج المرتقب تمامًا كما تعمل الأجسام المضادة لدينا. تلتصق الأجسام المضادة بالغة الصغر بالفيروسات والبكتيريا التي تغزو أجسامنا وترتبط بها، وهذا الارتباط بالفيروس المهاجم ينبه جهاز المناعة، كما لو كان هناك علامة حمراء على الفيروس، مما يسمح لبقية دفاعات جهاز المناعة بمهاجمته والقضاء عليه.


عندما أعطى العلماء حيوان اللاما، موضوع الاختبار، جزءا صغيرا غير معدٍ من البروتين الفيروسي، حفز هذا جهاز المناعة لديها لإنتاج هذه الجزيئات الخاصة المضادة للبروتين الفيروسي، كما هو الحال عند اختيار مفتاح لفتح قفل، بعد ذلك، تمكن فريق الباحثين من إنتاج كميات أكبر من أقوى جسم مجهري.


وقالت نايسميث لبي بي سي: "جهاز المناعة مذهل للغاية، ويعمل بطريقة تفوق خيالنا".


أما الأستاذة الجامعية شينا كروكشانك Sheena Cruickshank ، المتخصصة في علم المناعة بجامعة مانشستر، فقالت إن "النتائج مثيرة للإعجاب، لكنها لا تزال في مراحلها الأولية"، وتابعت: "نحتاج إلى المزيد من البيانات والفعالية فيما يتعلق بسلامة هذا العلاج قبل اللجوء إلى التجارب البشرية، ومع ذلك، فإن النتائج المتاحة واعدة، ويضيف إلى ذلك حقيقة أنه قد يكون أرخص وأسهل في الاستخدام. لسوء الحظ، سيبقى COVID-19 معنا لفترة من الوقت، لذلك سنحتاج إلى المزيد من العلاجات".


واعتبر نايسميث ومعاونوه، الذين نشروا أبحاثهم في مجلة Nature Communications، ما قالته كروكشانك صحيحا، كونهم يعتقدون أنه حتى مع نجاح التطعيمات ضد كورونا، فإن توفير الأدوية الفعالة في المستقبل سيكون مهمًا للغاية.


يقول نايسميث: "تختلف سرعة تلقي اللقاح من مكان إلى آخر في العالم، ولا تزال هناك مخاوف من حدوث طفرات جديدة قادرة على التفوق على اللقاحات المتوفرة حاليًا".


 بتصرف عن BBC

"زوايا ميديا"

قسم التحرير

تابع كاتب المقال: