تستقطب عشرات مزارع الجوافة المتواجدة في مدينة قــلقيــليـة والقرى والعزب الممتدة حولها في فلسطين، المواطنين الفلسطينيين الهاربين من ضجيج المناطق السكنية من كل المدن الفلسطينية، وتغري حبات الجوافة الذهبية التي تغلب على طابع المزارع الجميلة المواطنين الذين يجدون كل الاحترام والكرم من أصحاب هذه المزارع. ويتمتع الزائرون بتناول الفاكهة اللذيذة بدون مقابل في صورة تعكس الكرم الأصيل للمزارعين الذين قلما يحققون أرباحاً مجزية؛ بسبب الحصار وإغلاق المعابر وقلة التسويق لخارج الوطن .
وسط الخضرة وأشجار الحمضيات في مزرعة " بطن الهوا"، الملاصقة لجدار الفصل العنصري، تختبئ حياة أخرى نابضة بالتاريخ وعبق تراث الأجداد، عشنا لحظاتها مع الصديق " غسان جوابرة " صاحب المزرعة الذي أتاح لنا من خلال شرحه الوافي والمفصل الغوص في تجربة تراثية زراعية ملهمة، شاهدنا خلالها الأشجار الإستوائية المنوعة المتوطّنة في قــلقيــليــة والتي تجذب الأنظار، فمن أشجار الجوافة الى العنّاب والجوز والأفوكادو وأشجار القشطة والفرسمون والمانجا والتوت الباكستاني وغيرها.
على امتداد شاسع لمنطقة" المرج" في مدينة قلقيلية، تشاهد اشجار الجوافة الجميلة وأشجار الحمضيات بمختلف أنواعها البرتقال الفرنسي والكلمنتينا والبوملي والجريب فروت .
ولعل أكثر ما بلفت النظر في مزرعة "بطن الهوا" هو نظام الري وتوزيع الأشجار، كما تجد هناك بيتا ريفيا بسيطا تظلله أشجار الخروب العملاقة المعبرة عن الحياة التقليدية الفلسطينية التي عاشها الأجداد في المزارع، وقدرتهم على التكيف مع البيئة القاسية ودرجة رطوبتها العالية.
وتتميز مدينة قلقيلية بواحات الجوافة والحمضيات وأنظمة الري القديمة التي يعود تاريخ بعضها إلى مئات السنين ، هذه المدينة الساحرة بأهلها الأطياب ومزارعها الجميلة وواحاتها المعطاءة، تحوي أسرارا وحكايات لم تروَ من قبل.