تنوي بريطانيا البدء بأكبر دراسة من نوعها في العالم لاختبار فحص "غاليري" Galleri، وهو فحص دم قد يمكنه الكشف عن أكثر من 50 نوعا من السرطان قبل ظهور الأعراض، مع إمكانية إنقاذ آلاف الأرواح كل عام، حيث من المتوقع أن تكون الإصابة بالسرطانات المختلفة أحد الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم، وذلك بسبب الكشف المتأخر.
يعمل اختبار "غاليري" للدم من شركة Grail من خلال العثور على آثار دقيقة للحمض النووي المتسرب من الأورام في مجرى الدم - وهو تحذير من مرض في المستقبل، وقد تم نشر العديد من الدراسات حول هذا الفحص وتم نشرها ومنها في مجلة Clinical Cancer Research العلمية المرموقة.
وتختلف المادة الوراثية للخلايا السليمة عن الخلايا السرطانية، ويعمل الفحص من خلال اكتشاف هذه المادة الوراثية غير الطبيعية، وستعمل الجهات الطبية في بريطانيا مع شركة Grail، وذلك بعد نجاح تجربة مماثلة في الولايات المتحدة الأميركية وهي تجربة تحت اسم PATHFINDER Study، والتي شملت 6,600 مشاركا ستتم متابعتهم على فترة 12 شهرا، وقد أظهر تحليل مؤقت نتائج واعدة للاختبار MCED، حيث حصل 40 مشاركا على دقة تشخيصية ، وخضع نصفهم تقريبًا لفحص تشخيصي يؤكد الإصابة بالسرطان ما يؤكد دقة الفحص العالية للكشف عن السرطانات، وقد قدمت النتائج الأولية في 31 أيار (مايو) 2021، فيما ستسكتمل النتائج في 30 كانون الثاني (يناير) 2022، وهو ما دفع المملكة المتحدة لإجراء هذه التجربة الضخمة.
وقالت أماندا بريتشارد، الرئيسة التنفيذية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا NHS، "على أمل أن يسمح لنا الفحص المخبري الجديد، تحديد السرطانات في مرحلة مبكرة جدًا، عندما يكون لدى الناس فرصة أفضل بكثير لتحقيق الشفاء التام والعلاج يكون أسهل بكثير".
تشمل السرطانات التي يصعب اكتشافها مبكرًا تلك الموجودة في الرقبة والرئة والبنكرياس والمعدة، وتتمحور برامج الفحص المبكرة الوطنية متاحة حاليًا فقط لسرطان الثدي والأمعاء وعنق الرحم.
ستشمل دراسة المملكة المتحدة لفحص الدم The SYMPLIFY study مبدئيًا لـ 140 ألف متطوع تتراوح أعمارهم بين 50 و 77 عامًا، حيث سيصبح موقف للسيارات في مركز اتسوق في شمال غرب إنجلترا المكان المحتمل للتجربة، حيث لا يمكن أن يكون المشاركون في التجربة قد أصيبوا بالسرطان في السنوات الثلاث السابقة، وعلى المتطوعون أن يعطوا عينة دم في عيادة الاختبار المتنقلة، ثم عينة مرة أخرى بعد عام أو عامين، في حالة نجاح هذه التجربة، ستوسع دائرة الصحة الوطنية في البلاد برنامج الاختبار ليشمل مليون شخص بحلول عام 2024.
قد يعني الاكتشاف المبكر أن احتمالية بقاء المريض على قيد الحياة تزيد بخمس إلى 10 مرات عما إذا لم يتم اكتشاف السرطان حتى المرحلة الرابعة، وهي المرحلة الأكثر تقدمًا.
قال البروفيسور بيتر ساسيني، مدير مركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة ووحدة تجارب الوقاية من السرطان في كينغز كوليدج بلندن وفق ما قاله لصحيفة الغارديان: "نحتاج إلى دراسة اختبار غاليري بعناية لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يقلل بشكل كبير من عدد السرطانات التي يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة"، وأضاف "يمكن أن يغير الاختبار قواعد اللعبة للكشف المبكر عن السرطان، ونحن متحمسون لقيادة هذا البحث المهم، إذ يمكن لفحص السرطان اكتشاف السرطانات في وقت مبكر عندما يكون من المرجح أن يتم علاجها بنجاح، ولكن لا تعمل كل أنواع الفحص المتوفرة".
ووفقا لشركة Grail، فإن هذا الفحص الثوري يكلف حوالي ألف دولار.