أعلن في دمشق اليوم، أن قمة عقدت فى موسكو بين الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي فلاديمير بوتين، وجاء الإعلان حاملا أكثر من رسالة، أولها أن ديكتاتور الكرملين لا زال على دعمه لطاغية الشام، وتاليا، التمسك بمقولة "التنظيمات الإرهابية"، ويُقصد بها الشعب السوري الذي لا يوالي الأسد ويذعن لتوجهاته الـ "فوق وطنية"، وانطلاقا من أن القابع في "قصر المهاجرين" حقق فوزا غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، بقيادة "المايسترو" بوتين ووفقا لتوجهاته الـ "نيو ديموقراطية"، تلك التي كرسته رئيسا مدى الحياة، مذ محضه "مجلس الدوما" الثقة عمياء، بشفاعة أنه أقصى المعارضين الروس بالسم الزؤام!
المشهد في موسكو بدا "كاريكاتوريا" اليوم، تتذكر معه سيل "البراميل المتفجرة" وطائرات الـ "سوخوي" يوم باركها بالماء المقدس رأس الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو، وتتذكر كذلك "المآثر الكيماوية" من الغوطة إلى دوما وشيخون وسراقب وغيرها، وإزهاق أرواح الآلاف من النساء والأطفال، فنظام البعث في سوريا بزّ نظيره البائد في العراق، خصوصا وأنه، وفقا لتقديرات مؤسسات وجهات دولية، استخدم "الكيماوي" في سوريا 50 مرة، بينما العراق استخدمه مرة واحدة في "حلبجة"، وكم من "حلبجة" في سوريا!
كما أن القمة "البوتين – أسدية" جاءت مطولة كمعلقة حديثة، انضم إليها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وفي ذلك دلالة على أن نهج "الديموقراطية" سيتم تكريسه بأسلحة روسية حديثة لزوم الإعلان عنها في سوق التجارة الدولية وبمناورات حية كما في فيلم "هوليودي"!
والقمة تمهد لعمليات عسكرية جديدة من أجل تطويع سائر المناطق السورية، فيما الولايات المتحدة الأميركية تبارك تدمير سوريا، فالمصلحة تقضي ألا تنهض سوريا من بين الحطام في وقت قريب، إرضاء لإسرائيل المطمئنة على ما حددته منذ اندلاع الثورة السورية ضد الطاغية، من أن بقاء الأسد ضرورة لأمنها واستقرارها!