info@zawayamedia.com
بيئة

المرجان الأحمر كنز سردينيا المخفي!

المرجان الأحمر كنز سردينيا المخفي!

تعتبر المسطحات المائية المختلفة مصدرا لعيش الكثيرين حول العالم، حيث قدر الذين يعتاشون من مواردها ما يزيد عن ثلاثة بلايين شخص حول العالم، وليس ذلك فحسب، بل أدى الإستغلال المفرط لها إلى انقراض وانخفاض كارثي للعديد من الأنواع، ومن هذه الكائنات الهامة، المرجان الأحمر الذي ينتشر على السواحل الإيطالية ولا سيما جزيرة سردينيا، حيث أدى جمعه بطرق غير مستدامة إلى انخفاض كبير، ما حض الحكومات المختلفة إلى سن قوانين صارمة للحد من هذا التدهور، حيث بدأ الباحثون والمعنيون من جهات علمية واقتصادية بالعمل على  ما يعرف باسم Blue economy ، للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية واستدامتها.


Picture © Credits to iStock/jon841


ويعرف هذا المرجان باسم الذهب الأحمر لجزيرة سردينيا ولا سيما لمدينة مدينة Alghero شمال شرق الجزيرة والتي تعد عاصمة المرجان الأحمر، وهو شعار هذه المدينة، ويعتبر تصنيع المرجان حرفة عريقة تعود لأيام الرومان، حيث يتم جمعه من  قاع البحر في الجزيرة الإيطالية، ويتم تحويل الهياكل الهندسية على يد حرفيين مهرة إلى مجوهرات وتماثيل وتذكارات بديعة، وتباع هذه المنتجات إلى ما يصل إلى 80 يورو للجرام الواحد، ولكن تم تنظيم صيد هذا المورد الثمين بحزم وصرامة لحماية المرجان لسنوات قادمة، خصوصا وأنه قد تم استغلال هذا المنتج بطريقة غير مستدامة، ما أدى إلى انخفاض أعداد المرجان الأحمر بصورة كارثية.


Picture © Credits to Heraldrywiki


ويتواجد المرجان الأحمر واسمه العلمي Corallium rubrum، على طول السواحل الإيطالية، وينمو هذا النوع من المرجان سنتمترا واحدا كل 10 سنوات، وبسبب ندرته أصبح هذا النوع من المرجان ثمينا للغاية، وعلى الرغم من أن أعداده كانت أكثر بكثير، ولكن لم يتم دراستها مثلما حصل في الكائنات البحرية الأخرى مثل الثدييات (الحيتان والقروش وغيرها)، ولكن من المؤكد أنه قد تم استغلال المرجان بصورة مفرطة على مدى السنوات السابقة، وخصوصا قبل 1994، حيث كان يستعمل ما يسمى St Andrew’s Cross، وهو صليب خشبي كبير، يتم تعليقه أسفل شباك الصيد وعلى الأعماق التي يتواجد فيها المرجان حيث يتم حصاد كميات كبيرة من المرجان، لكن بعد 1989 تم منع هذه الأداة في سردينيا، ثم في العام 1994 في الإتحاد الأوروبي، وتنظيم هذا القطاع وتتم عملية عملية جمع المرجان بصورة يدوية من قبل غواصين محترفين، بهدف جمع الكميات البالغة من المرجان فقط، لا كل ما يقع أمام هذه الأداة من مرجان صغير، وبالتالي يقلل من  تكاثره بصورة كارثية.


Picture © Credits to iStock/johnandersonphoto


ووفقا للتقرير المصور الذي أعدته فرانس 24، يحافظ الغواصون الإيطاليون على مناطق المرجان الأحمر السرية، ويقول أحد هؤلاء الغواصين واسمه أوغستينو لفرانس 24 "هناك خطر على الغواصين، حيث يتطلب منهم أن يتبعوا أسلوب حياة صحي، بألا يشربوا الخمر وألا يدخنوا".


ويتم جمع المرجان الأحمر بصورة يدوية ويمنع استعمال الروبوتات ولفترة 4 أشهر بين أيار (مايو) وتشرين أول (أكتوبر) من كل عام، ولا يسمح بأكثر من 2.5 كيلوغرام لكل صياد، كي لا يحصل استغلال مفرط ما قد يؤدي لانقراض أعداده، حيث يتم جمع الأجزاء البالغة من المرجان باستخدام فأس خاص"، وبعد جمعه يتم بيعه في السوق المحلية وخصوصا بسبب الطلب، يتهدد هذه التجارة المنتجات المقلدة من مرجان البامبو الصيني، حيث انتشرت في السوق المحلية، ما ساهم في تهديد هذه الحرفة الهامة للمدينة الساحلية.


Picture © Credits to iStock/Easy-Asa


عن فرانس 24، itinari، وايكيبيديا ووكالات

سوزان أبو سعيد ضو

سوزان أبو سعيد ضو

Managing Editor

ناشطة بيئية وصحافية متخصصة بالعلوم والبيئة

تابع كاتب المقال: