نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) وفي الذكرى 20 من يوم 11 سبتمبر، الوثيقة الأولى الخاصة بتحقيقاته حول "اعتداءات 11 سبتمبر" وتزعم الوثيقة الاشتباه بدور الحكومة السعودية بدعم منفذيه، بعد أمر تنفيذي من الرئيس الأميركي جو بايدن.
الوثيقة
وتكشف الوثيقة التي تعود إلى العام 2016، تفاصيل حول نتائج عمل مكتب التحقيقات الفيدرالي والذي أشار إلى دعم لوجيستي مشتبه به وفره مسؤول قنصلي سعودي، وعنصر استخبارات مشتبه به في لوس أنجلوس، لاثنين على الأقل من الرجال الذين خطفوا الطائرتين في 11 سبتمبر، حيث تحتوي الوثيقة التي نُشرت في الذكرى الـ 20 للحادثة على استنتاجات مهمة.
ويظهر في تفاصيل التحقيق، في الاتصالات وشهادات الشهود التي أدت إلى اشتباه مكتب التحقيقات الفيدرالي بعمر البيومي الذي كان يُزعم أنه طالب سعودي في لوس أنجلوس، لكن مكتب التحقيقات الفيدرالي اشتبه بأنه عنصر استخبارات سعودي، وتصفه وثيقة المكتب بأنه منخرط بعمق في توفير "مساعدة في سفر وإقامة وتمويل" خاطفي الطائرتين.
بيان السفارة السعودية
من جانبها، قالت السفارة السعودية في واشنطن الأربعاء الماضي إنها "ترحب بنشر" وثائق الـFBI بما في ذلك لجنة 11 سبتمبر وما يسمى بـ"28 صفحة"، ولم يظهرا "أي دليل على الإطلاق يشير إلى أن الحكومة السعودية أو مسؤوليها كانوا على علم مسبق بالهجوم الإرهابي أو كانوا متورطين فيه بأي شكل من الأشكال المشاركة في التخطيط أو التنفيذ"، وأشارت إلى أن السعودية "أدانت واستنكرت بشدة الجرائم المؤسفة التي ارتكبت ضد الولايات المتحدة، حليفها المقرب وشريكتها".
وأضاف البيان "أي ادعاء أن السعودية متواطئة بهجمات 11 سبتمبر خاطئ بالمطلق"، حسب تعبيرها، واصفة الحديث عن تورط السعودية في الهجمات بأنها "ادعاءات كاذبة وخبيثة"، قائلة: "لا يمكن للمملكة العربية السعودية إلا أن تكرر دعمها الطويل الأمد لرفع السرية الكامل عن أي وثائق ومواد تتعلق بتحقيق الولايات المتحدة في الهجمات الإرهابية، على أمل أن يؤدي الإفراج الكامل عن هذه الوثائق إلى إنهاء المزاعم التي لا أساس لها ضد المملكة. مرة واحدة وإلى الأبد".
وجاء الأمر التنفيذي لبايدن، بعد رسالة وقعها 1600 متضرر من هجمات 11 سبتمبر تدعوه إلى عدم التزول إلى "Ground Zero" في نيويورك لإحياء الذكرى الـ20 للهجمات قبل نشر هذه المعلومات.
وبعد فترة وجيزة من نشر الوثيقة أعلنت وزارة العدل الأميركية أنها ستراجع المعلومات التي كانت سرية حول الهجمات أو الوثائق المتعلقة بها وستكشفها للعامة.
اعتداءات 11 سبتمبر
وكان قد استولى 19 انتحاريا على 4 طائرات ركاب أميركية في وقت واحد، وتوزعوا على أربع مجموعات ضمت ثلاث منها خمسة أفراد والرابعة ضمت أربعة، وتم استخدام تلك الطائرات كصواريخ عملاقة موجهة لضرب مبان بارزة في نيويورك وواشنطن، حيث صدمت إثنتان منها البرجين التوأمين لمركز التجارة العالمي في نيويورك بها ناطحتي سحاب في نيويورك وضربت الطائرة الثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) العملاق الواقع خارج العاصمة واشنطن، وتحطمت الطائرة الرابعة في حقل في ولاية بنسلفانيا بعد أن قاوم الركاب الخاطفين وسيطروا عليهم. ويُعتقد أن الخاطفين كانوا يعتزمون استخدام تلك الطائرة في مهاجمة مبنى الكابيتول (مقر مجلسي النواب والشيوخ) في واشنطن العاصمةمما أسفر عن مقتل ما مجموعه 2977 شخصاً (باستثناء الخاطفين التسعة عشر) سقط معظمهم في نيويورك، وقتل جميع ركاب وطواقم الطائرات الأربع وعددهم 246، و قتل في البرجين العدد الأكبر ما مجموعه 2606 أشخاص مباشرة أو فيما بعد متأثرين بإصاباتهم، وفي مبنى البنتاغون قتل 125 شخصاً.