يحصل في سوق الغاز المنزلي كما يحصل في كافة المحروقات في لبنان، حيث يشكل استبدال الإسطوانات الفارغة بأخرى ملآنة ضغطا على محطات الوقود، وطوابير لدى معامل الغاز، وبسبب شح الكميات المتوفرة وخوف اللبنانيين من انقطاع الغاز أسوة بالمشتقات الأخرى، أو ارتفاع أسعاره كما حصل مع مادتي البنزين والمازوت، يتجه اللبنانيون إلى تخزين هذه المادة، وبأسرع وقت، وقبل أن يرتفع سعره، ولكن وبسبب قدم هذه الإسطوانات التي يقدر عددها في السوق اللبناني بحوالي المليون، فقد أصبحت تشكل خطرا على السلامة العامة، خصوصا بعد تكرار حوادث انفجار أسطوانات الغاز.
وكان آخر هذه الحوادث المؤسفة الأسبوع الماضي، حيث انفجرت إسطوانة غاز داخل استراحة تابعة لمسبح شعبي في منطقة الغازية جنوب مدينة صيدا، ما أعاد أزمة الاسطوانات المهترئة إلى الواجهة لتشكل حالة قلق لدى اللبنانيين.
وكما ذكرنا يتهافت اللبنانيون للتعبئة والتخزين، الذي بدوره يشكّل خطرا على المنازل. كما تلعب النوعية الرديئة لبعض الاسطوانات دورا في زيادة الخطر، الأمر الذي يستدعي الاستمرار بعملية تبديل القوارير القديمة بالجديدة.
وقد توقفت عملية التبديل "متوقفة" منذ شهر آذار (مارس) من هذا العام، وبقرار من وزير الطاقة والمياه، ريمون غجر، والمديرية العامة للنفط، وفق ما أكّدته مصادر نقابية خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، التي أشارت إلى أن التوقّف عن استبدال الاسطوانات "أخَّرَ تصنيع أكثر من مائتي ألف قارورة جديدة كان من الممكن أن تكون قد استبدلت، وبالتالي سحب مقابلها مائتا ألف قارورة قديمة تشكل خطرا على الموطنين".
وأشارت المصادر إلى أن "أكثر من 900 ألف قارورة غير صالحة للاستخدام معظمها دخل البيوت اللبنانية، متوقعة زيادة هذه الكمية في حال استمرار غياب الرقابة، خصوصا وأن المواطن يدفع من جيبه كلفة الاستبدال مبلغ 3900 ليرة، إضافة إلى السوق السوداء التي وجدتها الأزمة والكميات الجديدة غير الكافية للتسليم نسبة إلى الكميات المطلوبة."
وفي حديث خاص مع موقع سكاي نيوز عربية، دقّ نقيب موزعي الغاز بالمفرق والجملة ومستلزماتها في لبنان، المختار عبد الهادي كمال العبيدي، ناقوس الخطر وقال "إذا رفع الدعم عن قارورة الغاز المنزلي سعة 10 كغ كليا سيكون سعر القارورة بحدود 180 ألف ليرة، هذا إذا احتسبتا سعر صرف الدولار 18 ألف ليرة، وسعر طن الغاز وسطي حسب نشرة "البلاتس" العالمي بحدود 900 دولارا".
وشرح العبيدي مدى خطورة إعادة تدوير الاسطوانات الفارغة القديمة وقال "هناك مئات الآلاف من القوارير الفارغة المهترئة تعود إلى البيوت، وتستفيد من ذلك الشركات المعنية بالتلف"، وشدد العبيدي على ضرورة مراقبة استبدال القارورات، داعيا إلى عدم توقفه، إنما مراقبته كيلا تدور الاسطوانات في الأسواق.
كما أكد على "ضرورة عدم التلاعب بنوعية الحديد المصنع للقارورة، وضرورة إشباعه بالزيوت المخصصة، بعد أن تبين أن حديد القارورة المصنع في انفجار منطقة الغازية، ليس مطابقا للمواصفات، ويبقى الحل بتوقيف الإستبدال أو مراقبته فورا.