info@zawayamedia.com
لبنان

حركة طالبان... اللبنانية!

حركة طالبان... اللبنانية!


لا نزال نعيش تبعات وأصداء الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وارتدادات هذا الحدث على ساحة السياسة الدولية، فيما الكل يترقب ويراقب ما ستؤول إليه التطورات يوماً بيوم، خصوصا وأن القوى الفاعلة دوليا تبدي الكثير من التحفظ حيال المستجد الأفغاني مع عودة حركة طالبان بعد عشرين سنة على "هزيمتها" من قبل الجيش الأميركية، وتصدرها المشهد في هذا البلد الآسيوي المحكوم بنزاعات إثنية وطائفية، فضلا عن تداخل هذه الإثنيات في دول مجاورة، أهمها: إيران وباكستان والصين والدول الآسيوية المتاخمة لروسيا.


إلى الآن لم يكتمل المشهد الأفغاني، ولم تتضح طبيعة المنحنى الذي ستؤول إليه الأمور داخليا وخارجيا، أي لجهة ما وعدت به "طالبان" من إصلاحات تطاول بنية الدولة، لا سيما في موضوع الحريات العامة وموقع المرأة الأفغانية وتعزيز مكانتها وحضورها، بالرغم من أن الأحداث الأخيرة غير مبشرة، فـ "الحركة" لا تزال محكومة بمنظومة عقائدية دينية متشددة، وإن أبدت خلاف ذلك في مـا أعلنته من مواقف لم تترجم بغير التشدد وفرض شروط لا يمكن أن توفر حدا أدنى من الاستقرار الداخلي، فضلا عن إقصاء سائر القوى السياسية من إثنيات وأعراق مختلفة.


أما على صعيد علاقات أفغانستان الخارجية، فثمة دعوات للإنفتاح على سائر الدول المحيطة، وأيضا عبر مواقف ملتبسة، ما يفترض متابعة التطورات وما قد تفضي إليه سياسة "طالبان" أبعد من حدود ما أعلنته وتعلنه من مواقف، وإن كان الثابت المؤكد أن الحركة المشتددة والتي هزمت من قبل الأميركيين، تبدّلت نظرتها حيال "العدو القديم"، فهي تبدي مرونة تجاه الولايات المتحدة الأميركية، فهل ثمة اتفاق ضمني قضى بإطلاق يد طالبان في أفغانستان، ومحاولة إرباك خصوم أميركا، خصوصا إيران والصين وروسيا؟ هذا السؤال ربما تجيب عنه التطورات في مدى الأشهر القليلة المقبلة.


لكن، في هذه العجالة، أكثر ما يعنينا كلبنانيين، هو أن تتعظ الدولة من "طالبان" وتبادر إلى تشكيل حكومة، الأمر الذي تناوله رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بسخرية لاذعة قبل يومين، إلا أن لبنان في صورته الراهنة يبدو أكثر انحدارا من أفغانستان، مع وجود أكثر من "حركة طالبان" ممثلة لمن يعرقلون تشكيل الحكومة، مع فارق بسيط، وهو أن "الطالبانيين اللبنانيين" مختلفون عن "طالبان" أفغانستان بالزي فقط، ويكاد الفارق يتلخص بالعباءة والعمامة وبالبدلة "السموكن" وربطة العنق!


كل الخوف أن نمضي إلى تخلف أشد وأعتى مما تشهده أفغانستان اليوم مع عودة التخلف، ولا شيء مستغرب طالما أن "طالبان اللبنانية" ما تزال ممسكة بالبلد، وتمعن فيه تخريبا وتعطيلا!


 


 


 


 

هبة الجردي

هبة الجردي

كاتبة ومجازة في اللغة الإنكليزية